كانت التغيرات المجتمعية السريعة وعدم اليقين الناجم عن جائحة فيروس كورونا بمثابة صدمة لأنظمة الجميع، فلا أحد يعرف كيف يتعامل مع مثل هذا الموقف، وهذا يمكن أن يؤدي بالبعض إلى التصرف بطرق أكثر ضررًا من المساعدة.
هز فيروس كورونا الاقتصاد العالمي بأسره وأغلق مساحات كبيرة من النشاط وانهيار أسواق الأسهم، ولن نلوم المستثمرين المبتدئين على انزعاجهم من مذبحة سوق الأسهم في الأسابيع الأخيرة، فالكل لم يضع في تفكيره أن تهتز الأسواق بهذه القوة والسرعة سواء من لديهم خبرة في الاستثمار أو دونه.
بالنسبة للمستثمرين الذين لديهم خبرة في السوق لا تتعدي عشر سنوات، يعتبر ذلك أول انهيار كبير لهم، لذلك كان قرار الأغلبية منهم هو الخروج نهائيًا وعدم العودة للسوق، لكن في الواقع إن عمليات البيع هي جزء طبيعي من سلوك السوق، ويمكن أن يوفر فرصًا جيدة للتداول باستخدام تطبيق التداول عبر الانترنت لمن لديهم رأس مال ثابت بدلًا من الفزع والخوف وترك كل شيء خلفه.
يجب على المستثمرين أن يتعلموا سلوك السوق، في أوقات التقلبات الهائلة قد يكون من الصعب أن نتذكر أن الأسواق ترتفع وتنخفض،لهذا يجب أن يعرف المستثمرين دائمًا بأن الأسواق تحملت حوادث ومرت بها أزمات وفترات عصيبة من قبل،فالتاريخ يعلمنا الكثير عن الاستثمار في الأوقات المضطربة.
عدم التسرع وبيع استثماراتك
كان سوق الأسهم متقلب للغاية خلال الأسابيع القليلة الماضية بنا في ذلك أسهم الشركات العملاقة مثل جوجل وفيسبوك وتويتر وغيرها، مما دفع بعض الأشخاص إلى بيع استثماراتهم على أمل تجنب الخسائر الفادحة،ومن المهم عدم الذعر في الوقت الحالي لأنه من المحتمل أن تخسر أموالك على المدى القصير، ولكن إذا استثمرت في شركات كبيرة ومستقرة فمن المرجح أن تتعافى أسهمها في النهاية، لذا من الأفضل ترك أموالك في مكانها.
تجنب الانتباه كثيرًا للصعود والهبوط اليومي للأصول، خاصة إذا كنت عرضة لاتخاذ قرارات بناءً على عاطفتك،لأن سوق الأوراق المالية مر بعدة أوقات صعبة في الماضي، كان آخرها الأزمة المالية العالمية 2007–2009لكنها تعافت في نهاية المطاف.
لا داعي للذعر واستعد للربح في التعافي
إن رغبة المستثمرون في بيع الأسهم في ظل انهيار السوق هو رد فعل مفهوم بل وطبيعي، خاصة عندما يروا قيمة محفظتهم تنخفض بعشرات أو حتى مئات الآلاف من الدولارات، ولكن رد فعلك حيال السوق من خلال اتخاذ قرارات بعقل لابسيطرة مشاعرك هي علامة على مستثمر ناضخ محترف،لذلك حاول فصل قرارات عن سيطرة عاطفتك، فالقرارات التي يحركها الخوف لن تؤدي إلا لخيارات سيئة ومن ثم تفاقم الخسائر.
شراء مجموعة من الأسهم التي تعتقد أنها جيدة
بعض الشركات تعمل بشكل أفضل من أي وقت مضى في خضم أزمة فيروس كورونا مثل شركات الاتصالات وخاصة مع اقتراب اطلاق تكنولوجيا الجيل الخامس وغيرها من شركات التقنية ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنها أفضل الخيارات المتاحة أمامك للاستثمارات طويلة الأجل.
وإذا جازفت بأموالك في شركة تتوقع أن تحقق نتائج جيدة بسبب الوباء ثم تخسرها، فمن المرجح أن تذهب هذه الأموال إلى الأبد، يجب أن تضع في اعتبارك دائمًا أن لا تستثمر أبدًا أموالًا لا يمكنك تحمل خسارتها.
الصناديق الاستثمارية هي أفضل استثمار
تعتبر الصناديق الاستثمارية بشكل عام أفضل مكان للمستثمرين للدخول إلى السوق، فهي تساعد على تنويع المحفظة وهي أرخص من شراء الأسهم الفردية، ولكن من المهم جدًا فهم ما تشتريه من أصول خاصة إذا كانت الأسواق متقلبة.
تعمل الصناديق على تجميع أموال المستثمرين معًا ويختار مدير الصناديق الشركات للاستثمار فيها،وبخلاف الصناديق المتداولة في البورصة يمكن أن يساعدك الوسيط الجيد في اختيار بعض صناديق الاستثمار ذات القيمة الجيدة وسط انهيار السوق.
التعليقات